الخميس، 3 مايو 2012

قراءه نقديه في ترشح دكتور عبد المنعم أبو الفتوح لرئاسه مصر

)1(قبل عده سنوات نشرت صحيفه الحياه اللندنيه تقريرا يصف الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح بأنه المؤسس الثاني لجماعه الإخوان. في ذات التوقيت كانت القوي الليبراليه واليساريه تري أنه من غير المقبول وفقا لأيدولوجيتها وأفكارها التحرريه تأييد شخصيه تحمل الفكر الإخواني لتولي موقع رئيس مصر بل إن البعض منها كان يرفض إخلاء الدوائر الإنتخابيه في مجلس الشعب أمام مرشحي الإخوان والغالبيه من هذه القوي إذا خيرت بين الإخوان والوطني اختارت بقاء الوطني.

أما أبوالفتوح فلم يكن ذلك القيادي المتمرد بل كان مثالا للأخ العامل والممتثل لأوامر الجماعه ولا يخرج عن الصف حتي لو كان الأمر علي غير رأيه . ولنا أن نسأل متي خرج علينا أبوالفتوح ليخبرنا أنه لا يتفق في الرأي مع قرارات الجماعه ولكنه سيلتزم بمبدأ الشوري ومبدأ السمع والطاعه؟ ..بالعكس فالرجل طيله فتره الانتماء التنظيمي للجماعه لم ينطق ببنت شفه تخالف قرارات الجماعه، علي عكس د.جمال حشمت الذي خرج علينا في 2007 ليعلن رفضه أن يخوض الإخوان سباق المحليات متضامنا مع باقي القوي الوطنيه التي قاطعت إلا أنه سيلتزم بشوري الجماعه . إذن فأبو الفتوح إخواني حتي النخاع والأمر ليس انشقاقا وإنما رغبه في خوض الانتخابات بعيدا عن الإخوان وهذا نص كلام أبوالفتوح في مؤتمر المنوفيه
لا مشكله لدي في أن يخوض الرجل الإنتخابات فهذا حقه الدستوري ، المشكله تكمن في حاله الخداع الإعلامي التي يقودها أبوالفتوح وحملته وبعض المؤيدين له ..نعم هو الخداع الإعلامي الذي يحاولون من خلاله أن أبوالفتوح هو الأمل الأخير لمصر والملاذ الآمن من تشدد الإسلاميين وأنه الرجل الليبرالي الإسلامي العلماني اليساري في آن واحد.
هنا سأفند بالدليل كذب الإدعاءات التي تروج لأبو الفتوح ،وتعالوا نبدأ  برد الشهادات التي تنشرها حمله أبو الفتوح في مطبوعاتها وساختار شهاده عبدالرحمن يوسف الشاعر الأكثر تأييدا لأبوالفتوح حيث يقول" سأختار أبو الفتوح لأنه رجل سياسي ورجل دوله ولأنه سياسي شريف مخضرم ويلم بتحديات مصر الداخليه والخارجيه ويستطيع أن يدير عمليه رفع أنقاض نظام المخلوع" انتهي كلام عبدالرحمن يوسف ونأتي للكارثه والفري البين في قوله أن أبو الفتوح رجل سياسه! فما الدليل علي ذلك؟ فالرجل كل علاقته بالسياسه طيله 3 عقود وأكثر أنه كان عضوا بجماعه الإخوان يسير وفقا لأرائها وسياستها ولم نسمع مثلا أنه كان يتولي الملف السياسي بالجماعه وإن كان كذلك فليخبرنا أكرمه الله حتي يتبين لنا الأمر، وحتي الإنتخابات التي خاضها الرجل وكانت علي علاقه وثيقه بالعمل السياسي نجح الرجل نائبا وليس رئيسا وهي انتخابات اتحاد الطلاب بالجامعه وكان رئيسه هو حمدين صباحي المرشح الرئاسي . وطيله حياته المعروف عن أبو الفتوح هو نشاطه الخيري من خلال الجمعيه الطبيه الإسلاميه ولجنه الإغاثه وهو جهد مشكور ولكن لا يمت بصله للعمل السياسي ،وحتي في أثناء عضويته بالإخوان لم ينتخب عضوا بمجلس الشعب مثل عصام العريان ومحمد مرسي ومهدي عاكف، ومما أذكره في2005 وضعت جريده الدستور تصورا لتشكيله الحكومه اختارت أبوالفتوح وزيرا للصحه! إذن فالرجل اثبت جدارته في العمل الطبي والخيري بإمتياز وهو الجانب الطاغي علي شخصيه الرجل أكثر من الجانب السياسي.

أما القول بأنه سياسي شريف فهذا الأمر سيرد عليه أنصار أبوالفتوح إذا راجعوا مواقفهم من الإخوان في أكثر من قضيه .. فالجميع ثار لحوار مهدي عاكف في المصري اليوم الذي أعلن خلاله أن الجماعه اتفقت مع قيادات أمن الدوله علي عدد مقاعد البرلمان التي سيفوز بها الإخوان .. ألم تعتبروا هذا أنه نوعا من التواطؤ والخيانه وعقد صفقات علي حساب الوطن ؟ .. فلماذا لم يعترض أبوالفتوح ؟ وفي استفتاء مارس الماضي الذي نذوق الأمرين بسبب نعم .. ظهر أبوالفتوح مترددا فأحيانا يعلن أنه سيصوت بلا ثم ينفي ثم أعلن تصويته بنعم . وهذا رجل قيادي من المفترض أن لديه بعد نظر فهو يعلم جيدا أن مصر ستسلك هذا المسار الكارثي طيله الفتره الإنتقاليه . إذن فأين السياسه الشريفه؟ وأين الإلمام بالتحديات الخارجيه والداخليه؟ وأين الكفاءه في إداره أنقاض المخلوع؟ ألم تزد الفتره الإنتقاليه من تحدياتنا الداخليه والخارجيه؟ ألم تعيد انتاج نظام المخلوع بسبب نعم. اذن فالحكمه كانت أبعد ما يكون في هذا القرار.

ولا يمكن أن ننسي موقف الإخوان من الحوار مع عمر سليمان أثناء الثوره  فخرج أبو الفتوح علي الجزيره أن عمر سليمان شخصيه وطنيه تحظي بالإحترام .. أليس هذا كذبا وتضليلا يا دكتور؟ أين الشرف السياسي والحكمه والتوفيق بين الإنتماء الفكري والدور الوطني في ذلك يا أنصار الدكتور؟
أبو الفتوح رجل رأسمالي بإمتياز وتكاد تكون هذه هي نقطه الإلتقاء الوحيده بين الإسلاميين والليبراليين والمعروف أن العداله الإجتماعيه هي آخر ما تبحث عنه الرأسماليه التي تقوم علي عدم تدخل الدوله في السوق والتي اثبتت فشلها الذريع فأدت إلي حدوث الأزمه الماليه العالميه التي لا نزال نعيش في كنفها حتي الآن . فكيف ننتظر من الرجل أن يحقق العداله الإجتماعيه وهو من أخبرنا أنه ضد الضريبه التصاعديه التي تمثل انتصارا للفقراء. طرح الرجل أيضا في وعوده صرف إعانه بطاله بدايه من العام الثاني لفتره الرئاسه وفق معايير شفافه وعادله .. ولم يقل من أين سيأتي بها وما هي المعايير العادله والشفافه؟ .. ألم تسمع يا دكتور للراحل جلال عامر حين أخبرنا أن مشكله البطاله في مصر لن تحل من خلال الزكاه وهي فكره إسلاميه أو من خلال الإعانه وهي فكره ليبراليه ولكن تحل من خلال توفير التدريب للعاطلين حتي يخرجوا لسوق العمل فيجدوا لهم موطأ قدم.

ومن أطرف ما نجده لدي د.أبوالفتوح هو اتباعه سياسه الترضيه فيخبرنا أنه سيرفع حد الإعفاء الضريبي وسيخفض تعريفه الضرائب لشرائح الدخل المنخفض ولم يخبرنا بالفتره الزمنيه ولا بنسبه حد الإعفاء ولا بنسبه الدخل الذي يعتبره الدكتور منخفضا.

ومن باب إرضاء الأقباط فإن الرجل سيقوم بإنشاء هيئه مستقله لمراقبه ومكافحه التمميز بأشكاله المختلفه ولم يقل لنا هل هي هيئه لحل مشكلات التمييز أم هيئه قضائيه تعاقب من يقوم بالتمييز؟

وفي إطار سياسه الترضيه التي يقوم بها أبو الفتوح يتحفنا بأنه "ليبرالي إسلامي" وهو فيما يبدو تيار سياسي جديد ! فكما نعلم أن الليبراليه تقوم علي العلمانيه وفصل الدين عن الدوله إذن ماذا يعني ليبرالي إسلامي؟!

ويضع أبو الفتوح في صداره وعوده الإنتخابيه الإلتزام بالشريعن فيما يقترح من قوانين وما يتخذ من قرارات فالرجل هنا لا يختلف عن أبو إسماعيل والسلفيين في تطبيق الشريعه ، وأخيرا فمن ضمن كذب أبو الفتوح أنه سينفق علي الحمله من جيبه الخاص ولن يقبل تبرعات من أحد ثم يعود ليعلن أن هناك من باعوا منازلهم لدعم حملته .. فيا ليبراليون ويا يساريون البسوا...

هناك تعليقان (2):

  1. kalam mantegy w mo7taram awy w mo7ayed bas 27eb awda7 fe 7tet omar soliman eno tala3 bayan youmeha bystanker feh egtma3 el ikhwan ma3a soliman w eno ded en el sowar ysebo el medan

    ردحذف
  2. أشكرك لحديثك الرائع عن المقال، ولكن أطلب منك أن تأتي لي بنص البيان ولينك للبيان علي الإنترنت وسأقوم بنشره . وللعلم فإن حديث د.أبوالفتوح للجزيره موجود علي موقع يوتيوب.

    ردحذف