الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

الحلقة المفقودة.. http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=29059

يبقي ما تفتقده أنفسنا هو الأعز والأهم والأكثر قدسيه في حياتنا برغم أننا لا نملكه! .. نبحث دائما عن الموجود ونهيئ لأنفسنا أننا نبحث عن المفقود! قال لي صديقي: سأشعر بالسعاده حينما أملك طائره خاصه وأسطول سيارات وقصر كبير يعج بالخدم . فسألته : إذن الآن أنت لست سعيدا صمت برهه ثم تحدث : أعتقد أن سعادتي مرهون حدوثها بالأشياء التي تلوتها عليك منذ لحظات. -إذن أنت تفتقد السعاده في حياتك؟ -"نعم لم تتحقق السعاده التي أتمناها بعد" ! سألته: وإذا لم تحصل عليها ؟ --رد بثقه:"سأحاول وإن لم يحدث فمن المؤكد أنني سأعيش ما تبقي من حياتي حزينا". هكذا بسهوله كتب علي نفسه الشقاء فيما تبقي من حياته ولم يسأل نفسه : كيف سيحصل علي السعاده التي حدد أسبابها؟ ما هو الطريق للقصر والأسطول والخدم؟! ..
 هكذا هي أحلامنا دائما ننطلق بها من النقطه الأرضيه التي نقف عليها ونصعد بها إلي عنان السماء، تماما كما في حكايات الأطفال يجد البطل الكنز فيصير غنيا ومن ثم سعيدا وتنتهي القصه. ونظل نعيش الحلم تلو الحلم ولا يتحقق كما رسمنا له .. تصدمنا صخره الواقع بقسوتها لنفيق علي كابوس الواقع .. لم نتوقف لمره لنبحث عن المفتاح السحري الذي يفتح أبواب السعاده فتتحقق الأحلام ، والحقيقه لا أراه مفتاحا بل هو أقرب إلي أن يكون "حلقه مفقوده" تصل بين النقطه الأرضيه التي نقف عليها وسننطلق منها وبين عنان السماء الذي نرغب في الصعود إليه.
 هذه الحلقه هي جسر نعبره لننتقل من منطقه "ما لا نريد" إلي منطقه "ما نريد".. وسامحهم الله من شوهوا أحلامنا البريئه فطمسوا أهم معالمها فأضحي شيئا مجهولا غريبا ننفر منه ونرفض الدخول في معمعته ومن ثم ضاع مكون هو الأهم في مكونات وجبه الأحلام، وظلت أحلامنا كما هي أحلام يقظه لا تعرف للخروج من حيز الأذهان إلي واقع الإنسان سبيلا ومن ثم أضحت الحلقه المفقوده بعدها أسلوب حياه. فأصبحت مشكلاتنا أمامنا كالجبال راسخه عاليه لا تتحرك ولا تنتهي إلا بالموت ، لأننا تعلمنا أن ننسف الجسر الذي يعبر بنا من بحر الأزمه إلي شاطئ الحل. ليتهم أخبرونا في طفولتنا أن بطل القصه قرر أن يكد ويتعب ويفكر حتي يصل لهدفه بدلا من المصباح السحري والجني وغيرهم من وسائل ليس لها في دنيانا مكان.
صرنا نماذج من صديقي الذي لم يسعد بالموجود ولم يعرف كيف يسعد به ولم يحاول أن يبحث ويفكر ويخطط للوصول إلي ما يريد أو علي الأقل يبحث ليعرف كيف يسعد بما لديه. عطلنا عقولنا عن التفكير وأقمنا حصونا منيعه ضد عدو اسمه التغيير وصرنا نتربص بجاسوس آخر اسمه التطوير .. منحنا إرادتنا إجازه مفتوحه بلا رجعه .. ثم نتعجب ونسأل كيف نخرت الشيخوخه عظامنا مبكرا؟ وكيف عرف اليأس والكسل طريقا لأجسادنا فأضحت حركتها ثقيله وكيف باتت سواعدنا في حاله أقرب إلي التخدير.. يأس الياس أن يتركنا والصبر لم يعد قادرا علي الصبر علي حالنا الذي ارتضيناه لأنفسنا فأخبر الأمل أن أجسادنا مقبرته ففر منها بلا عوده .. وندور في الدائره ولا زلنا نجهل الحلقه المفقوده!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق