الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

يا عزيزي كلهم قطع شطرنج....http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=29074

لكواليس هي المنطقة التي يجب الابتعاد عنها , لا تقتربوا منها .. بل لا تتحدثوا عنها. كل ما عليكم في الحياة أن تشاهدوا المسرحية .. أن تصفقوا وتهللوا لأبطالها , أن تبكوا وتضحكوا وفقا لايقاع النص المسرحي ؛ لكن حذاري أن تسألوا عما خلف الكواليس . هذه هي الحياة التي نعيشها مطلوب منا أن نتوقف عن التفكير وأن نرفض الرفض وأن نسير وفقا لما أرادوا, المطلوب أن نكون قطع شطرنج تحركنا أيديهم لنسير وفقا لأهواءهم . لا تعرف قطع الشطرنج الرفض فهي لا تجيد قول "لا" , لم نسمعها يوما تنطق من الأساس فلا تذهبوا بعيد وتسألوا " هل تجيد قطع الشطرنج التفكير؟".
ان العالم لم يعد يرحب بالأذكياء , فالنسخ المميزة من البشر لا تجد من يحتضنها ويقدرها ويعليها .. بالعكس أضحت كل علامة تدل علي تميزك .. علي اعمالك لعقلك بمثابة تمرد وشذوذ عن الواقع , يعتبرونها حلة من التمرد والعصيان للواقع يجب أن تقمع. نعم يا سادة فالقمع هو مصير الأذكياء وأصحاب النسخ المميزة في العالم .. ولماذا يقبلهم العالم ولماذا يحتضنهم ؟ فهم دائما مشاغبون أحرار لا يعرفون القيود .. عاشقون للمرح , يقاتلون من أجل الحب لا من أجل الحرب , يهربون الي السعادة لا من السعادة . أخبروني كيف يقبلهم العالم المليء بالبشر كارهي التغيير , الذين لا يخشون شيئا قدر خشيتهم من التغيير .
 البشر الحاليون عاشقون للقيود ومن أجل التخفيف من صدمة القيود يمنحونها أسماء أكثر لطفا وأقل حدة مثل: العيب والتقاليد والموروث والمقدس والخط الأحمر والمحظور واللحم المر. وأحيانا كثيرة يتستروا بقيودهم خلف عباءة الدين. لن يقبل أهل العالم المزيد من النسخ المميزة لأن البشر بطبيعتهم يهربون من شاطيء السعادة الي بحر لجي اسمه الحزن والشجن حيث يسهل عليهم مواساة أنفسهم .. لأنهم يعشقون لعب الضحية المغلوبة علي أمرها فتسقط عن عاتقهم المسئولية . يلومون أجسادهم حينما يصيبهم المرض ولا يلومون أنفسهم لأنهم أهملوا أجسادهم فأضحت فريسة سهلة بين أنياب ومخالب المرض. ان النظام العالمي السري الذي يحكم العالم من خلف الكواليس يقوده رجال أعمال وشركات أدوية وشركات أغذية وسياسيون مبكافيلليون .. هؤلاء جميعا لا يعرفون الا لغة المصالح ولا يريدون لأحد أن يغرد خارج السرب أو أن يفكر ويبدع شيئا جديدا يدمر مملكتهم ويقطع عنهم أرباح شركاتهم , ولأجل ذلك سلطوا أغبياء علي أناس أكثر غباءا.. فأوكلوا المهمة الي قطع شطرنج وألبسوها حلة تستر خلفها حقيقتها ..
والحلل أشكال وألوان : الرئيس والملك والأمير والعالم والصحافي.. وبفضل شدة غباء أهل الارض فالمهمة تسير في الطريق الصحيح . انظر يا عزيزي الي النابهين والنابغين الذين أجادوا لغة الرفض كيف عاشوا وكيف ماتوا؟ .. ستجد حياتهم مبيئة بالمعارك مع قطع الشطرنج .. فلو أردت أن تكون سيدا لنفسك مستقلا في تفكيرك فاستعد للمعارك وسلح نفسك بالبحث والتفكير والاكتشاف.. والا فأهلا بك يا عزيزي الي جوار الأعزاء من قطع الشطرنج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق